إنّ الأشجار نباتات تنمو بانتظامٍ بجذع خشبي قائم مكون من الأنسجة يتفرع عنه عدد من الأطراف الثانوية يطلق عليها الفروع، وعادةً عند سماع كلمة الأشجار تتبادر إلى الأذهان الهياكل الخشبية القديمة والضخمة كالبلوط مثلًا، إذ تعدّ من أكثر الكائنات الحية ضخامةً ومن أكثرها طولًا في العمر، هذا وتستحوذ الأشجار على مساحة كبيرة من الكرة الأرضية، وتعتمد الأشجار كغيرها من النباتات على عملية التمثيل الغذائي للحفاظ على وجودها وبقائها. كما أن التربة تعتمد على أوراقها المتحللة وجذورها الميتة وأغصانها في تغذية المادة العضوية فيها؛ إذ تعيد تدوير واستخدام الكربون والأكسجين والنيتروجين وعدد من المواد الغذائية الأخرى التي تحتاج إليها التربة. تتخذ الأشجار صفات عامةً إجمالًا؛ منها أنه يصل ارتفاع جذع الواحدة منها إلى 4.5 متر في مرحلة النضوج، أما ما دون ذلك فتعد من الشجيرات، وبناءً على هذا فإن الشجيرة تختلف عن الشجرة بأنّ طول سيقان النبات الخشبي لا يتجاوز حوالي 3 أمتار إجمالًا عند الشجيرات، وتختلف العوامل المؤثرة في نمو الأشجار فمنها معدّلات درجات الحرارة ونسبة الأكسجين وغيرها.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الأشجار لخدمة الإنسان ولكي تساعده على الحياة. فالأشجار من أهم العناصر التي تتشكل منها الطبيعة التي يعيش فيها الإنسان، والتي تُعد منقذًا للبيئة من أخطار كثيرة تكاد أن تنهيها لولا أن هناك مخلوقات غير الإنسان تعمل على إعادة تهيئة الطبيعة والبيئة له إلا أنه يرفض. يستمر الإنسان في إيذاء الطبيعة بملوثات للبيئة المحيطة به ولا يأبه لما لهذا من نتائج تضره هو أولًا. تزداد الحضارات في التقدم في العمر، وتزداد تجاوزات أهلها في حق الطبيعة بما يقترفونه من إيذاء وتلويث للبيئة غير مدركين لما بهذا الأمر من أخطار ستودي به أولًا. يزداد تقدم التكنولوجيا وحاجات الإنسان إلى الصناعة والرفاهية فتزداد مصادر التلوث المتعددة والتي أصبحت تصيب الطبيعة من حولنا بالاختناق. وإن شعر الإنسان بهذا فقد فات الأوان لمراجعة نفسه ومعاجلة ما أفسد وإنما يستمر في إيذائه للطبيعة دون تفكير.